الحياة حلوة بس نفهمها

أكيد الحياة حلوة بس نفهمها. كنت غردت في السابق بـ(إذا كنت تنتظر أن تنتهي أزمة كورونا لترجع وتعود لحياتك السابقة فقد خسرت أو فاتك الدرس كله). توتير

إذاً ماهو الدرس الذي قد يفوتك؟

الاستمتاع بالحياة.

نعم اﻹستماع بالحياة. لأن الحياة حلوة. ويكون الإستمتاع بالحياة أولاً بطاعة الله عزة وجل. فالغرض اﻷساسي من وجودنا في هذه الحياة هو عبادة الله عز وجل حيث قال سبحانه وتعالى، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، كي نصل في النهاية إلى الهدف المنشود واﻷسمى، (جَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ).

يكون الإستمتاع بالحياة عندما تكون حياتنا متوازنة في كل محاورها أو مجالاتها. فالحياة المتوازنة مصدر للسعادة وعدم الشعور بالتقصير. خلق حياة متوازنة مهارة يمكنك أن تتعلمها ولكنها ستأخذ منك بعض الوقت، فلا تستعجل النتائج.

ماذا يعني حياة متوازنة؟

بكل بساطة “أن تعطي كل ذي حق حقه” وأن لا يطغى محورٍ ما على المحاور اﻷخرى في حياتك. فمثلاً بعض الناس يقضي الساعات الطوال في مقر عمله. أو البعض يقضي كل وقت فراغ لديه في حياته مع أصدقائه. وعلى النقيض تجد من لا يخرج من بيته البتة فهو “بيتوتي” ولا يعرف سوى أهل بيته والقليل من زملاء العمل.

فمثلاً لو كانت حياتك العائلية غير متزنة وبها مشاكل فسوف تؤثر على تفكيرك وتركيزك وبالتالي ستؤثر على صحتك وإذا ضعفت صحتك قل إنتاجك وهنا سوف تتأثر حياتك المهنية وعلاقاتك الاجتماعية.

كيف تجعل حياتك متوازنة؟

تختلف اهتمامات وأولويات شخص عن آخر. لذلك تختلف محاور حياتهم وعادة ما تكون عدد محاور الحياة بين الستة والثمانية. خلصت في حياتي إلى ثمانية محاور أعتقد أنها اقرب لواقعنا العربي واﻹسلامي. وليس بالضرورة أن تكون محاور حياتك مشابهة لمحاور حياة شخص آخر وليس أيضاً بالضرورة أن تكون محاور حياتك ثمانية محاور. بعض الناس لدية ستة محاور مهمة في حياته وبعضهم لدية سبعة تزيد أو تقل.

إذا أردت الذهاب إلى مكان ما، يجب عليك معرفة مكانك الحالي. وكذلك إذا أردت خلق توازن في حياتك فعليك معرفة أين انت الآن. وهنا يأتي دور عجلة الحياة. فهي أداة بسيطة لكنها قوية وتمنحك نظرة شمولية من اﻷعلى لحياتك وماهي المحاور التي تحتاج إلى تطوير وتحسين. محاور الحياة الثمانية هي:

  1. المحور الديني والروحاني: علاقتك مع الله سبحانه وتعالى.
  2. المحور الصحي: صحتك العامة
  3. المحور العائلي: علاقتك مع زوجتك وأبنائك وأبويك وإخوانك
  4. المحور الاجتماعي: علاقتك مع اﻷقارب والأصدقاء
  5. المحور المهني: عملك أو تجارتك أو دراستك لو كنت طالب.
  6. محور بيئة الحياة: مسكنك وسيارتك ومزرعتك، أي ممتلكاتك التي تعيش فيها.
  7. محور الترفية: هل تعطي نفسك حقها في الترفيه؟
  8. محور تطوير الذات: هل تطور ذاتك من دورات وقراءة وغيرها.

يمكن خلق توازن في حياتك بأداء تمرين عجلة الحياة. التمرين مبني على تقيم رضاك من 1 إلى 10 عن كل محور من محاور الحياة الثمانية. لأداء التمرين قم بالخطوات التالية:

  • ارسم دائرة كبيرة في وسط ورقة ثم قم برسم خط أفقي وآخر رأسي في وسط الدائرة. وأيضاً أرسم خطين على شكل X كما هو مبين في المقطع التالي:
  • قم بكتابة المحاور الثمانية على محيط كل جزء في العجلة (الدائرة) كما هو مبين في المقطع التالي:
  • قبل تقيم مدى رضاك عن كل محور من محاور حياتك، حدد ماذا تعنى 10 من 10 لك.

مثال: المحور الديني
نفترض بان المستوى الذي ستكون عنه راضٍ عن نفسك ويعني لك على الأقل 9 من 10 كالتالي:

  • تصلي الفروض كلها في المسجد.
  • تختم القرآن 5 مرات في السنة.
  • تصلي 10 ركعات من السنن الرواتب في اليوم.
  • تصلي الوتر كل ليلة.
  • تصلي صلاة الضحى.
  • تتصدق كل أسبوع بمبلغ معين.
  • تساعد 4 أشخاص كل أسبوع ولو بكلمة طيبة.

فلو كنت مثلا تقوم بأداء التالي:

  • تصلي فقط ثلاث فروض المسجد.
  • تختم القرآن مرة واحد في السنة في رمضان.
  • تصلي 2-4 ركعات من السنن الرواتب في اليوم.
  • تتصدق بمبلغ معين في الأسبوع

فلعلك تقيم نفسك 5 من 10 في هذا المحور.

اﻵن وبعد الانتهاء من تمرين عجلة الحياة؟ هل أنت راضٍ عنها؟ ماهي المحاور التي تحتاج إلى تحسين؟ وهنا يأتي دور الكوتش في مساعدة المستفيد (الكوتشي) في وضع أهداف لتحسين المحاور التي بها قصور.

الحياة حلوة بس نفهمها.

إذا كنت لم تسمع بالكوتشينج من قبل يمكنك قراءة هذا المقال لمعرفة المزيد: الكوتشينج

لمشاركة المقال أو طباعتة أو إرساله بالبريد الاليكتروني أرجو الضغط على احد الأيقونات التالية:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *